شارفت الأشغال في تقاطع طرق العمود الثالث بمقاطعة عرفات التابعة لولاية نواكشوط الجنوبية على الانتهاء.
تقاطع الطرق الجديد منجز من طرف المجلس الجهوي للعاصمة نواكشوط، ضمن مشاريع أخرى مماثلة تسعى إلى عصرنة ملتقيات الطرق مع إضفاء بصمات موريتانية أصيلة عليها.
تقاطع الطرق الجديد كان قد أثار في مراحله الأولى موجة من الانتقاد والسخرية، حيث وصف معلقون عليه “الجهات المشرفة عليه بانعدام الذوق”.
فلم يكن التقاطع قد أخذ شكله النهائي، فلون التاديت آنذاك كان أزرق خلافا للونها المعهود، ولم يكن يمت بحسب كثيرين للتراث بصلة.
أسابيع قليلة بعد ذلك ثم تأخذ التاديت لونها التقليدي، ويظهر مجسم بينها وبين قدح “يَطَّ” التقليدي على شكل لبن منسكب.
ومن هذا الأخير أخذ الملتقى اسمين من أسمائه، وهما “اللبن والرغوة” و”كرفور كورونا”، والسبب في التسمية الأخيرة هو أن الموريتانيين أطلقوا على كورونا تفاؤلا اسم “اللبن والرغوة” ومن المفارقة أن يجنحوا إلى تسمية الملتقى الجديد بهذا الاسم الشؤم (كورونا) المرتبط بالجائحة التي اكتسحت العالم أجمع وشلته فترات زمنية متعددة.
ومن الأسماء الشعبية التي أطلقت على الملتقى الجديد “كرفور التاديت”، وأطلق عليه كذلك اسمُه الأصلي “كرفور الدايات الثلاث”، وربما تطلق عليه السلطات اسما ’آخر ينضاف إلى القائمة.
وتعرف نواكشوط تعددا في أسماء ملتقيات الطرق، على غرار ملتقى طرق “القدس” الذي يحمل أيضا اسم “السفارة الأمريكية” و”نواذيبو”، وكذا ملتقى طرق “السمكة” الذي يعرف أيضا بملتقى “أميرة”.
وقد تنطمس التسمية الرسمية تماما بسبب التسمية الشعبية، فلا يكاد يوجد أحد في نواكشوط لا يعرف ملتقى طرق “مدريد” لكن قليلا ممن يعرفه يعرف أن اسمه الرسمي- على الأقل في مرحلة ما- هو ملتقى طرق “شنقيط”.
وبغض النظر عن التسمية التي ستثبت لتقاطع الطرق الجديد، فإنه ينضاف إلى قائمة من ملتقيات طرق مرتبطة بثقافتنا الموريتانية على غرار “البراد” و”الراحلة” و”الحوتات” وربما تكون في الطريق ملتقيات أخرى تنتمي إلى الخلفية الثقافية ذاتها.
