واد الناقة اليوم

أول موقع يجمع بين أخبار المقاطعة والوطن

مقالات

المدرسة العليا المتعددة التقنيات: حاملة لواء تقنيات العلم والمعرفة / بقلم الشيخ أحمد ول مبارك

 لقد أوضح يوم الأربعاء 18 يوليو 2018 أن أزهى بساتين القيم والأخلاق ، تبدو بنضج النظرية ، وحسن التطبيق ، في رحاب العقول النيرة ، الأمر الذي تجلى في اقتطاف الأمة الموريتانية  لسبعين ثمرة من ثمار دوحة المدرسة العليا المتعددة التقنيات، وهي تفوح بنسيم تقنيات العلم والمعرفة ، مبشرة بغد مشرق زاهر ، لم يسبق لمعالمه مثيل في هذه البلاد المشبعة بموارد المعرفة، ومعين القيم، الضاربة بجذورها في أعماق أعماق التاريخ.

لقد هالني حفل تخرج الدفعة الثالثة من هذه الدوحة تحت إشراف وزير الدفاع ووزير التعليم العالي ،وقائد أركان الجيوش وجميع قواد الأركان في حفل بهيج ، لكن كلمة قالها أحد الجنود وهو على جانب الحفل قد ذهب بي حسنها وجمالها كل مذهب وغبت في التفكير في حقول معانيها الجميلة، حيث قال مترنما وهو ينظر إلى قائد الأركان ومدير المدرسة يسيران أمام الدفعة المتخرجة (أعلم ــ عن تجربة ــ أن هذين الرجلين إن كان لهما أعداء فإنهما لا يعاديان أحدا، لحسن نواياهما) .. وعندما نظرت إليه بهدوء علمت أن الزي العسكري كثيرا ما يخفي وراءه تجارب وحقائق وجواهر معان أثمن بكثير مما تخفيه صحاري تازيازت .. ، وعلمت أيضا أن تكريم الجندي أمر له ما يبرره في كل زمان ومكان، حاولت أن أعيد النظر إليه لكنه اختفي بين المارة، وتأكدت من صدق تزكية الجندي لقائد أركان الجيوش، وللعقيد المهندس السيد محمد ولد محمد محمود مدير المدرسة العليا المتعددة التقنيات من خلال ما تم ويتم على أرض المدرسة التي تحولت إلى زهور وبساتين في أرض (سبخة ــ تعج بالانزلاقات والأملاح وأن تلك النية الحسنة هي التي أثمرت الدفعة الأولى والثانية والثالثة من هذه المدرسة العليا المتعددة التقنيات بعد صمت ومثابرة وجهد جهيد،  وإذا علمنا أن فطاحلة العلماء حصروا درجات العلم والمعرفة في خمس مراحل وهي : (الصمت ــ الاستماع ــ الحفظ ــ العقل ــ النشر) فإن هذه المدرسة سارت على هذا النهج المرتب كل خمس سنوات منذ نشأتها سنة 2011، والأعظم من هذا كله أن نظرة بعض المدنيين إلى الجيش (اصنادره) ووصف بعضهم بالجهل بدأت تتغير وبشكل جذري ولأول مرة  ، وهذا من أعظم إنجازات نظام الرئيس محمد ولد عبد العزيز وأعمقها ، والأعظم من ذلك كله أن عبارات تدريب الجنود وإشارات الاستعراض العسكري يتلقاها الخريجون والجنود باللغة العربية الفصحى بدل اللغة الأجنبية ، وهذا كله مدعاة للفخر والاعتزاز ، في هذه المدرسة وجيشنا العظيم.

ولا يفوتني إلا أن أهنئ البلاد بتخرج تلك الدفعات المتميزة التي تحمل جميع ألوان الطيف من هذا الشعب العربي الإفريقي الأصيل.

إن حضور جميع قيادات الجيوش لهذا الحفل ينم عن نقلة نوعية بدأت تنتشر بالعلم والمعرفة في صفوف جيشنا وأبطالنا البواسل وبتقنيات عالية ، فهنيئا لهم ولقائد الأركان ومدير المدرسة على تزكية ذلك الجندي التي صدقها الواقع أمام الجميع.

%d مدونون معجبون بهذه: