واد الناقة اليوم

أول موقع يجمع بين أخبار المقاطعة والوطن

تحقيقات محليات مقالات

هل يتوقف التسلل عبر واد الناقة قبل حلول الكارثة؟

سجلت موريتانيا إلى حد الآن، صباح السبت 16 مايو 2020، تسعا وعشرين حالة من وباء كورونا المستجد، أغلبها تعود لمنحدرين من واد الناقة أو مخالطين لهم، مما يجعل الخطر محدقا بأهل المقاطعة أكثر من غيرهم.

ويأتي هذا الخطر المتصاعد يوما بعد يوم، في وقت يتزايد الحديث عن ازدهار التسلل كتجارة مربحة عبر واد الناقة إلى نواكشوط.

مضاربة في الأسعار..

يتداول سكان مقاطعة واد الناقة قصصا كثيرة عن عبور هذا الشخص أو ذاك من خلال المقاطعة إلى العاصمة نواكشوط، بل وتعارفوا في مرحلة من المراحل على ألفي أوقية قديمة، كثمن للتذكرة إلى نواكشوط في السوق السوداء.

ومع تشديد الإجراءات على تنقل البضائع بين المقاطعة والعاصمة مع إعلان الوزير الأمين العام للحكومة عن تخفيف بعض الإجراءات الاحترازية، أخذت تذاكر التسلل في السوق السوداء تتصاعد، لتصل في بعض الأحيان ثلاثين ألف أوقية قديمة.

وسائل المتسللين..

ويستغل المتسللون عادة سيارات نقل البضائع والسيارات التي يحمل أصحابها أذون مرور، فضلا عن السيارات التي تحمل معونات اجتماعية، على غرار شاحنات نقل السمك والأعلاف، والتي توصل المتسللين عبر المقاطعة وإليها من وإلى مختلف مناطق الوطن.

بل وإنه بات شائعا لدى نشطاء وسائط التواصل الاجتماعي استخدام سيارات الإسعاف بطرق ملتوية، كوسيلة أخرى للسفر من وإلى العاصمة.

وكان المتسللون في بادئ الأمر يستغلون سيارات نقل الأشخاص، والتي باتت تنقل البضائع، لما كانت السلطات تسمح لها بمرافق وحيد للسائق، قبل أن تتشدد معها وتقرر منع مرافقة أي شخص لها.

ضرورة حل عاجل..

ويرى كثير من المواطنين في واد الناقة أنه أضحى من الضرورة بمكان، وضع حد لهذه الظاهرة، ومعاقبة ممارسيها والمتمالئين المحتملين معهم من السلطات قبل أن تحل الكارثة بالمقاطعة والتي تعود إلى منحدرين منها -مع الأسف الشديد- أغلب الإصابات المسجلة.

خطر محدق..

واستنادا إلى مؤتمر صحفي عقده مدير الصحة العمومية بوزارة الصحة الدكتور سيد ولد الزحاف، فإن الحالات التي سجلت مؤخرا هي حالات مجتمعية.

ويؤكد ولد الزحاف أن الوزارة بعد دراسة الصلات بين كل هذه الحالات، استطاعت لحد الساعة التعرف على بعضها فيما لا تزال التحريات متواصلة لتحديد البقية.

وقال ولد الزحاف بالحرف: “إن الحالات التي تم تسجيلها في نواكشوط ثبت أنها كانت مخالطة للحالة التاسعة بما في ذلك الحالة التي سجلت في كيفه”.

ويعلل ما ذهب إليه مدير الصحة العمومية، جُود الراحل بذات يده وسخاؤه الذي شهد به القاصي والداني، حيث اعتاد بذل أمواله للسائل والمحروم، وفي مختلف وجوه الخير والبِرِّ بما فيها الصدقات الجارية وبناء المساجد.

نتيجة التسلل..

وينذر التسلل الذي نسلط عليه الضوء اليوم بنتائج كارثية، وهو أيضا ما وجد صداه في المؤتمر الصحفي المشار إليه، حيث أكد ولد الزحاف أن الحالة الوحيدة التي سجلت خارج نواكشوط تعود لمتسلل.

وأكد المدير أن ذلك المتسلل عبر إلى عدل بكرو قادما “من الأراضي المالية وقد تم وضعه تحت الحجر الصحي“، فهل يتوقف التسلل عموما، والتسلل عبر واد الناقة قبل حلول الكارثة بها وبأهلها؟ لا أحد يعول إلا على الله، وعلى إرادة السلطات العليا في البلد لكسر شوكة الوباء ومنع انتشاره.

اترك رد

%d مدونون معجبون بهذه: