واد الناقة اليوم

أول موقع يجمع بين أخبار المقاطعة والوطن

مقالات

رموز تاريخ موريتانيا السياسي.. من المختار إلى غزواني

حافل هو التاريخ السياسي الموريتاني بالاضطرابات وتغير المسار وانحرافه أحيانا، لكنه في الآن ذاته تاريخ مسالم، محدود الرموز، ربما لدور كل رئيس في طمس إنجازات الرئيس الذي سبقه، وعدم وجود بيئة تخول المعارضين لعب دور محوري في السياسة يصعد بهم إلى مستوى الرمزية التي يتبوؤها عادة رؤساء الدولة.

تخرج موريتانيا اليوم مثلا من حداد استمر لثلاثة أيام بعد وفاة الرئيس الأسبق محمد محمود ولد أحمد لولي، لكنها نادرا ما تدخل الحداد على الشخصيات السياسية التي رسمت شيئا ما معالم المشهد السياسي في بعض المراحل، مما يمكن أن يحصر الرموز الحقيقيين للتاريخ السياسيين في موريتانيا في الرؤساء من المختار إلى غزواني.

  1. المختار ولد داداه وحكم موريتانيا من الثامن والعشرين نفمبر عام 1960 وحتى العاشر يوليو عام 1978. تميزت فترة حكمه في بدايتها بأنها كانت مرحلة وضع لبنات الدولة، تأسيسا للعاصمة ورصا للصف داخل البيت الموريتاني الداخلي، رغم ما واجهه من مطبات بعضها من زنوج البلاد وبعضها من الكادحين، لكنها مرحلة يشفع لها سياسيا تبني نظام الحزب الواحد، واقتصاديا تتويجها بتأميم شريان الاقتصاد الموريتاني ميفرما التي أصبحت بعد التأميم الشركة الوطنية للصناعة والمناجم، وكان الختام عبقا لكن بأدخنة البارود والحرب مع الأشقاء، التي أنهكت الدولة وأدخلتها عصر الانقلابات.
  2. المصطفى محمد السالك وحكم موريتانيا من العاشر يوليو 1978 حتى الثالث يونيو عام 1979، بعدما أطاح بالرئيس المؤسس المختار ولد داداه، وهي الإطاحة التي كانت نتيجة للحرب مع الصحراء، وقد اتسمت فترة ولد محمد السالك بعدم الهدوء وشهدت عددا من الأحداث البارزة أبرزها سقوط طائرة الوزير الأول أحمد ولد سيف في ظرف لم يعلم حتى اليوم.
  3. محمد محمود أحمد لولي وحكم موريتانيا من الثالث يونيو 1979 حتى الرابع يناير 1980، كانت فترة هادئة مع أنها جاءت في ظرف سياسي مضبب، لم تتعاف فيه موريتانيا من آثار الحرب، ولم يعد عداد الإنجاز والنماء إلى سابق سرعته في العهد الأول من حكم المختار.
  4. محمد خون ولد هيداله وتولى الحكم من الرابع يناير 1980 حتى الثاني عشر دجمبر عام 1984، وتميزت فترته بأنها كانت مرحلة استقرار سياسي نسبي رغم ما شابها من أحداث لافتة، كمحاولة قلب نظام الحكم التي نفذ في النهاية حكم الإعدام على قادتها، إضافة إلى محاولة تطبيق الحدود الشرعية، وتبني هياكل لتهذيب الجماهير.
  5. معاوية بن الطايع وحكم من الثاني عشر دجمبر عام 1984 وحتى الثالث أغشت 2005. رغم عديد الإنجازات التي حققها لموريتانيا، إلا أن فترته كانت في مجملها حبلى بالأزمات، بدءا بأحداث تسعة وثمانين مع السنغال وما اتصل بها من محاولة الزنوج قلب نظام الحكم، ومن إعدامات في حقهم، ومن النقاط المضيئة في هذه المرحلة وضع دستور جديد للبلاد وتنظيم أول انتخابات تعددية في تاريخها، ومن الاختلالات عقد علاقات دبلوماسية مع المحتل اليهودي لفلسطين، وقمع المخالفين.
  6. أعل ولد محمد فال وتولى الحكم من الثالث أغشت 2005 حتى الرابع والعشرين أبريل 2007. تميزت فترته بأنها كانت انتقالا بالبلاد إلى الديموقراطية التامة، حيث نظمت أول انتخابات لا يشارك فيها حزب حاكم، فاز فيها رئيس مدني منتخب، وترأست فيها المعارضة السلطة التشريعية.
  7. سيدي ولد الشيخ عبد الله، وحكم البلاد من الرابع والعشرين أبريل 2007 حتى السادس من أغسطس 2008. يعتبر أول رئيس مدني منتخب للبلاد. تميزت فترته بالتأزم الاقتصادي والسياسي والعسكري للبلاد، حيث حدثت تجاذبات بينه وبين البرلمان، هدد فيها كل واحد منهم الآخر، البرلمان هدد بحجب الثقة عن الحكومة، والرئيس هدد بحل البرلمان، وانتهى المطاف بالإطاحة به من طرف كبار الضباط بعدما قرر عزلهم.
  8. محمد ولد عبد العزيز، حكم البلاد من السادس أغسطس 2008 حتى اليوم، مع تقطعات قصيرة، وتميزت بداية فترته بالتحمس لمحاربة الفساد وإعادة الحيوية والنشاط إلى اقتصاد البلاد، وإطلاق العنان للحريات بشكل تام، كما سيكون أول رئيس منتخب للبلاد يتخلى عن الحكم احتراما للدستور، وإن سبقه إلى ذلك الرئيس السابق غير المنتخب أعل ولد محمد فال لصالح سيد ولد الشيخ عبد الله.

وبالإضافة إلى الثمانية تمكن الإشارة إلى رئيسين آخرين، هما با ممادو الملقب امباري، وحكم البلاد صُوريًا بعد استقالة رئيس المجلس الأعلى للدولة الجنرال محمد ولد عبد العزيز 2009، حتى انتخابه رئيسا للجمهورية، وقد كان مجلس الدولة الحاكم الفعلي للبلاد، وأما الرئيس الثاني فمحمد ولد الغزواني وحكم البلاد فعليا أثناء خضوع الرئيس محمد ولد عبد العزيز للعلاج في فرنسا بعد إصابته بالرصاص بحر 2013، وظل ولد عبد العزيز رئيسا رسميا للبلاد، ويرتقب بقوة أن يكون الفريق غزواني خلفه بعد إكمال مأموريتيه الدستوريتين.

 

%d مدونون معجبون بهذه: