اغتيالات الذهب.. الرأي العام ينتظر كشف المستور و وقف نزيف الدم
أعلن قبل أيام عن رحيل فتيين من أبناء مقاطعة وادي الناقة بعد ضرب في الأرض طلبا لرزق حلال.
لم يكن الفتيان بعيدين من مدينة الزويرات، وهما يباشران عملية التنقيب بحثا عن غرامات من الذهب.
كانت الغرامات ستعوض بعض أتعابهما وما تكلفاه في العُدة للمهمة التي لجأ إليها الشباب الموريتاني، من تجهيز السيارات ومن بنزين ومولدات كهربائية متنقلة، وآلات تكسير للتربة وأجهزة تحديد للمعدن.
لم يكن في هذه العدة ما يشكل خطرا على أي كائن حي، أحرى أن يصلح لمواجهة أعتى جيوش المنطقة: الجيش الملكي المغربي، الذي تشير إليه أصابع الاتهام في ارتكاب هذه الجريمة.
كثيرون يرجحون تلك الفرضية ولا أحد يجزم بأنها هي القائمة فعلا…
ولئن تأكدت فستكون وصمة عار على جميع الموريتانيين أن يبادوا لمجرد أنهم ضلوا الطريق وعبروا إلى بلد يفترض أنه صديق، بل شقيق وتربطنا به وشائج الجيرة وأواصر التاريخ.
هل يباد فلذات أكباد وادي الناقة وغيرها من مقاطعات موريتانيا، لأنهم ضلوا الطريق؟ هذا عار على الدولتين الجارتين: المغرب الذي ارتكب، وموريتانيا التي لم تَسْتَعْتِبْ.
أم يبادون لأسباب عنصرية: لأنهم بيضان تشبه سحناتهم سحنات بيظان الصحراء، الذين دخل المغرب معهم حربا بعد أزمة الكركرات؟ وهل في هذه الحالة -قياسا على حشرنا في الزاوية- يريد منا المغرب إبادة كل من هو مغربي ضل الطريق ودخل حدودنا.
أم الأنسب والآمن لماضي وحاضر ومستقبل البلدين أن نكف بأسنا عن بعضنا بعضا؟
الأكيد أن على نواكشوط والرباط أن يسعيا من أجل إنهاء مسلسل اغتيالات المنقبين عن الذهب، و وقف نزيف الدم، إن كان مصدر النار مغربيا، أو إبراء ذمة المملكة الشريفة، والبحث عن القتلة والأخذ على أيديهم حفاظا على المصالح المشتركة والماضي المشرق.
واد الناقة اليوم