واد الناقة اليوم

أول موقع يجمع بين أخبار المقاطعة والوطن

تحقيقات جديد الولاية

في اترارزة.. هواجس جفاف تؤرق المنمين

شهدت ولاية اترارزة هذه السنة نقصا حادا في الأمطار، هذا النقص هدد بموجة جفاف ربما تجتاح الولاية وتتسبب في خسائر كبيرة للمنمين، مما جعلهم يعانون معاناة كبيرة، خصوصا أن حظ الولايات الأخرى من الأمطار لم يكن بأفضل من حظ اترارزة بكثير، وبالتالي باتوا مرغمين على البحث عن حلول بديلة مع الارتفاع الجنوني للأعلاف والهبوط الكبير في أسعار المواشي.

 

​تخبط..​

هذه الندرة في الأمطار ولدت تخبطا في اتخاذ القرار لدى بعض المنمين في ظل الخيارات المحدودة المطروحة أمامهم.

 

ويقول المنمي أحمدو ولد محمدن إن المنمين هذا العام وجدوا أنفسهم أمام وضع صعب لم يعتادوا عليه، وصار لزاما عليهم التعامل معه، مما جعلهم يجدون صعوبة في اتخاذ القرار، فبعضهم اتخذ قراره بالبقاء حيث هو، وانتظار ما سيأتي دون الرحيل إلى أي مكان آخر، والبعض منهم ذهب بمواشيه إلى مناطق أخرى تصل مسافتها أحيانا  200 كلم، ليتفاجأ بأن العشب الموجود بها لا يكفي لتغذية مواشيه حتى لشهر واحد، ليعود أدراجه من جديد، وبالتالي كانت كل المسافات التي قطعها  أكثر ضررا على مواشيه من الاستقرار أصلا.

 

ويضيف ولد محمد “لقد ٱن للدولة أن تتدخل لتخفيف معاناتنا ومساعدتنا على تجاوز هذا الوضع الذي يتضرر منه جميع الموريتانيين فلا توجد أسرة موريتانية لا تملك عددا لا بأس به من المواشي”.

 

​هجرة..​

كثير من المنمين أرغمتهم الظروف الصعبة في الولاية على اتخاذ القرار بالعبور بمواشيهم إلى الجارة السنغال أملا في أن تكون الأرض هناك أكثر عشبا، وقد عبر إليها عشرات من المنمين بعدد يقدر بعشرات الآلاف من المواشي.

 

ويقول جمال وهو أحد هؤلاء المنمين إن لديهم بعض المشاكل مثل ضيق الوقت المخصص لعبور المواشي، والحاجة لتسهيل إجراءات العبور، ومشكلة صعوبة السقي في السنغال والسرقة التي يتعرضون لها هناك، مناشدا السلطات بالعمل على التغلب عليها عاجلا.

 

​هبوط​ ​في سعر ​الماشية..​

معاناة المنمين تضاعفت بسبب هبوط أسعار الماشية، حيث وصل سعر البقرة الحلوب في بعض الأماكن ل 100000 أوقية بعد أن كان يصل إلى 250000 أوقية قبل فترة قصيرة، هذا الهبوط يقول منمون إنه أضر بهم بشكل كبير لأن وسيلتهم الوحيدة لتوفير الأعلاف لمواشيهم هي ما يحصلون عليه من بيع بعضها لتوفير المأونة للبعض الآخر، وهو أمر بات صعبا اليوم، حيث إن المني أضحى اليوم مرغما على بيع بقرتين من أفضل ما يملك حتى يمكنه شراء طن واحد من العلف (ركل) الذي يصل سعره إلى ما يزيد على 150000 مع العلم أنه لا يكفي أكثر من أسبوعين فقط.

 

​فتور​ حكومي​..

ويقول كثير من المنمين إن الحكومة تتعامل مع وضعهم الصعب بفتور، مطالبين الوزارات المعنية بضرورة التوقف عن ذلك واتخاذ الإجراءات الكفيلة بتخفيف الخسائر، وتقديم الدعم الكافي للمنمين من أجل إنقاذ ما يمكن إنقاذه من المواشي في هذه السنة الصعبة، ووضع استيراتيجية واضحة لذلك.

 

وكانت مصادر إخبارية قد كشفت قبل حوالي شهر عن تشكيل لجنة وزارية من طرف الحكومة تعنى بوضع خطة وطنية لمواجهة الجفاف، واتخاذ الإجراءات اللازم اتخاذها في سبيل مساعدة المنمين والمزارعين .

 

وكشفت نفس المصادر أن اللجنة الوزارية يرأسها الوزير الأول، وتضم عضوية القطاعات المعنية كالتنمية الريفية والبيطرة.

 

غير أن الكثير من المنمين في الولاية يرون بأن عمل هذه اللجنة لا يزال دون المستوى.

 

​منظمات​ دقت ناقوس​ الخطر..​

وقد حذرت منظمات وروابط من جفاف قد يتسبب في معاناة كبيرة لملاك المواشي إذا لم تكن هناك خطة رسمية ناجعة لمواجهته، من بينهم المكتب الإقليمي لرابطة ترقية الرعي في الساحل في اترارزه، الذي دق ناقوس الخطر قبل أسابيع بسبب ما وصفه بالعجز في هطول الأمطار هذا العام، ونشر المكتب في بيانه إحصائيات عن الأمطار في ولاية اترارزه خلال أشهر أغسطس وسبتمبر وأكتوبر، حيث لم تتعد الكمية الأعلى المسجلة حاجز 350 ملم في حين أن المتوسط هو 700 ملم سنويا حسب الرابطة.

 

وأكد البيان إن هذه الوضعية تثير القلق بشأن مصير الثروة الحيوانية في هذه الولاية الهامة التي لديها ما مجموعه أكثر من 900 ألف رأس (الإبل والأغنام والبقر) موزعة على مقاطعاتها الست.

 

ودعا السلطات إلى طمأنة المنمين وتقديم الدعم لهم، وأضاف البيان أن الرابطة ستقدم ما لديها من وسائل لدعمهم.

اترك رد

%d مدونون معجبون بهذه: